أشعرُ بالشوقِ يكادُ يَعصِرُني ..
أتبسم .. وأنا أتذكرُ رسائلكَ التي كنتَ تبعثها ..
تمازُحني ..
تلاعبُني ..
تضاحِكُني ..
وأحياناً أخرى .. تضَايُقُنِي ..
ثمَّ ما أَلبثُ أن أُحِسُ بها تُداعِبُني ..
أشتاقُ إليكَ .. معَ عِلمي أني مَنْ أوغَرَ الجِرَاحَ ..
وسبََبَ الآلامَ ..
أنا مَنْ ضَايقَكَ .. وأحْزَنَكَ .. وأبْكاكَ ..
أنا مَنْ يَستَحِقُ العِتَابَ ..
وأنا مَنْ يُلامْ ..
أسمُكَ مِنْ فَمي .. لَم تَمْحُهُ الأيامْ ..
ولا اللياليْ استطاعَتْ أنْ تُلهِيني عَنْ ذِكراك ..
أرْقَنِي السَهَر ..
ومَلَنِي القَمَر ..
إلى أنْ غَابَ .. وما طاقَ أنْ ينتظر ..
ناديتهُ بأعلى صوتي :" لاترحل أيُها القَمر ..
لا تترُكني وحيدةً .. لا تَهجُرني .. وتسافِر عني ..
لا تُذِيقني القَهر " ..
ولكن لا مُجِيب ..
سُويعات .. حتى ذابَ فيني الصَّمت ..
وهَوَيتُ على الأرض ..
لاقوةً تُعينُنِي على الصُمود ..
ولا أحدً يُواسيني إلى أنْ تعود ..
سالَ منْ عيني مَاءَها ..
ونَزفَ مِنْ جُروحي دِماءَها ..
طالَ بيَ الإنتظار ..
وتَجَرْعْتُ مِنْ هَجِرِكَ كُؤوسَ المَرَار ..
فارحمْ حالي .. وأقِلْ عَثرتَ حَظِي ..
وعُدْ إليَّ .. كَي يَعُودَ إلى قَلبِي القَرَار